البلــــــــــــد
المهنــــــة
المزاج
من طرف الفرعون الصغير الأربعاء 06 مايو 2009, 9:42 amالشيخ الطبلاوي.. سائح في بلاد الدنيا
كتب الله الهداية لبعض غير المسلمين في أوروبا بعد أن سمعوا القرآن بصوتي
في كل مكان يذهب إليه القارئ الشهير الشيخ محمد محمود الطبلاوي لإحياء أيام وليالي رمضان، تتأكد قناعته الخاصة بأن المسلم لا يشعر بالغربة ما دام وجد معه مسلما واحدا يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله.. فما بالنا إذا وجد حوله آلاف المسلمين بل الملايين منهم في بعض الأحيان.
قضى الشيخ الطبلاوي أيام الصوم المباركة في أكثر من 26 دولة من دول قارات الدنيا الست، وجلس إلى مسلمين بكل ألوان ولغات العالم، وهو يحفظ في ذاكرته الإيمانية الكثير من الذكريات والأحداث ذات الدلالة.
ذهبنا إليه فحكى لنا بعضا من ذكرياته عن رمضان في بلاد الإسلام.. فقال إنه أتم حفظ القرآن الكريم بعد ثمانية أعوام من ميلاده في 14 نوفمبر/ تشرين الثاني ،1934 وشق طريقه بصوته العذب وسط جيل العمالقة في ذلك الوقت.
أول.. رمضان
يقول الشيخ الطبلاوي إنه قضى أول رمضان في الغربة عام 1970 عندما سافر إلى الأردن، بدعوة من الملك الراحل حسين، الذي أرسل له طائرة خاصة وأقام في قصر رغدان أثناء وفاة أم الملك، واستضافته أسرته عند وفاة الملك نفسه..
يتذكر مشقة الصيام أثناء زيارته للدول الإسكندنافية، خاصة النرويج والدنمارك لأن الفجر يؤذن هناك في الثالثة صباحا في حين تغرب الشمس في العاشرة والنصف مساء، والعشاء يؤذن في الثانية عشرة ويتم الانتهاء من صلاة التراويح بجزء كامل في الواحدة والنصف أو الثانية صباحا أي أن المصلين يخرجون من الصلاة إلى السحور ثم يعودون لصلاة الفجر.
وإذا كان بعض المسلمين هناك قد أخذوا بفتاوى كبار الفقهاء بأن يصوموا ويفطروا حسب توقيت أقرب بلد إسلامي إلا أن هناك من يصر على الصيام نهارا ولا يفطر إلا عند أذان المغرب، وأنا شخصيا مع هؤلاء لأن نص الآية صريح “ثُمَّ أَتِمُّواْ الصِّيَامَ إِلَى الَّليْلِ” ولا معنى للصيام إذا كنا نفطر قبل العصر مثلا.
موقف غريب
وعن أغرب موقف تعرض له الطبلاوي في الغربة الرمضانية قال: لن أنسى ما تعرضت له بسبب عدم إجادتي للغة الإنجليزية حيث كنت أحيي النصف الأول من رمضان في المركز الإسلامي في نيويورك، ورغبت في السفر إلى تورنتو بكندا لإحياء النصف الثاني هناك.. وأنا في المطار ركبت الطائرة خطأ ففوجئت بها تهبط في فيلادلفيا فجلست في المطار حزينا ومعي حقائبي ثم سألت الله تفريج همي فإذا بمجموعة من الشباب يتحدثون مع بعضهم ثم ينظرون إليّ فأثار هذا ارتيابي فإذا بهم يقتربون مني ويتحدثون بالعربية قائلين: نحن شباب من أذربيجان درسنا في الأزهر وكنا نشاهدك أثناء قراءتك في الجامع الأزهر وكنا نتساءل هل أنت الشيخ الطبلاوي أم شبيه له: فضحكت واستضفتهم على وجبة السحور، وطلبت منهم إرشادي إلى كيفية استخراج تذكرة طيران أخرى إلى تورنتو فذهبوا معي ولم يتركوني حتى ركبت الطائرة فقرأت قوله تعالى: “أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ”.
يضيف الشيخ الطبلاوي: إن الوجود الإسلامي في السويد له خصوصية تاريخية وثقافية، الأمر الذي انعكس بدوره على الصائمين، وعندما وطأت قدماي أرض هذا البلد لاحظت الندرة النسبية للمسلمين هناك، فهم لا يزيدون على 39 ألفا من بين سكان يصلون إلى 11 مليونا، ومع ذلك فهم أصحاب وضعية اقتصادية متميزة، ومن بينهم نسبة غير قليلة من الأطباء والمهندسين، خاصة من باكستان والهند.. وفاجأتني ثقافتهم الدينية، وكثيرا ما كانوا يناقشونني في بعض القراءات ومعاني الآيات.
الإعجاز.. القرآني
ومما لا أنساه أن غير المسلمين بعد أن رأوا تجمع المسلمين حولي أخذهم الفضول لمعرفة معلومات عما أقرأ فكنت أجلس معهم وأشرح لهم بعض الآيات القرآنية وهناك مترجمون والحمد لله كتب الهداية لبعض هؤلاء الذين شرح الله صدورهم للإسلام بمجرد أن سمعوا القرآن بصوت طيب.
وأثناء زيارتي في الأعوام التالية أكد العلماء أن قراءة القرآن بصوت جميل تؤدي إلى شفاء بعض الأمراض النفسية وإزالة التوتر لأي إنسان سواء كان مسلما أو غير مسلم، وهذا يوضح جوانب أخرى من “الإعجاز القرآني” ولهذا كانت شرائط الكاسيت بأصوات مشاهير القراء تلقى رواجا بين المرضى النفسيين بناء على نصيحة الأطباء غير المسلمين الذين لا يؤمنون بالقرآن، ولكنهم وجدوا فيه وسيلة شفاء نفسي لا يعلى عليها.. صدق الله العظيم إذ يقول: “أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ”.
أما عن رحلته إلى أمريكا، فيقول إنه شعر بمعاني الغربة النفسية الحقيقية، رغم التقدم الرهيب، وحركة الناس وزحامهم، وما يدعونه من حرية إضافة إلى كثرة عدد المسلمين هناك: فعندما عزمت على السفر بعد أحداث سبتمبر، لم تعجبني الإجراءات الأمنية المبالغ فيها ضد المسلمين أثناء السفر، الذين يعانون الأمرين ذهابا وعودة، إضافة إلى التنقل بين الولايات نفسها.
سماحة استرالية
آخر ما لفت نظر الشيخ الطبلاوي في بلاد الغربة.. روح الألفة والتعاون التي يعيشها أبناء الجالية العربية في استراليا.. فكثير من المسيحيين العرب يحضرون احتفال المسلمين برمضان، وأثناء الإفطار، ويراعون عدم الأكل والشرب أمامهم في نهار رمضان، وهذا المشهد الجميل متكرر ويقول الشيخ الطبلاوي إنه لاحظ بعض هؤلاء يتبرعون للمشروعات الخيرية الإسلامية ما ترك أثرا طيبا في نفوس كل زائر.
منقول من جريدة الخليج
الإمارات
15-10-2005
كتب الله الهداية لبعض غير المسلمين في أوروبا بعد أن سمعوا القرآن بصوتي
في كل مكان يذهب إليه القارئ الشهير الشيخ محمد محمود الطبلاوي لإحياء أيام وليالي رمضان، تتأكد قناعته الخاصة بأن المسلم لا يشعر بالغربة ما دام وجد معه مسلما واحدا يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله.. فما بالنا إذا وجد حوله آلاف المسلمين بل الملايين منهم في بعض الأحيان.
قضى الشيخ الطبلاوي أيام الصوم المباركة في أكثر من 26 دولة من دول قارات الدنيا الست، وجلس إلى مسلمين بكل ألوان ولغات العالم، وهو يحفظ في ذاكرته الإيمانية الكثير من الذكريات والأحداث ذات الدلالة.
ذهبنا إليه فحكى لنا بعضا من ذكرياته عن رمضان في بلاد الإسلام.. فقال إنه أتم حفظ القرآن الكريم بعد ثمانية أعوام من ميلاده في 14 نوفمبر/ تشرين الثاني ،1934 وشق طريقه بصوته العذب وسط جيل العمالقة في ذلك الوقت.
أول.. رمضان
يقول الشيخ الطبلاوي إنه قضى أول رمضان في الغربة عام 1970 عندما سافر إلى الأردن، بدعوة من الملك الراحل حسين، الذي أرسل له طائرة خاصة وأقام في قصر رغدان أثناء وفاة أم الملك، واستضافته أسرته عند وفاة الملك نفسه..
يتذكر مشقة الصيام أثناء زيارته للدول الإسكندنافية، خاصة النرويج والدنمارك لأن الفجر يؤذن هناك في الثالثة صباحا في حين تغرب الشمس في العاشرة والنصف مساء، والعشاء يؤذن في الثانية عشرة ويتم الانتهاء من صلاة التراويح بجزء كامل في الواحدة والنصف أو الثانية صباحا أي أن المصلين يخرجون من الصلاة إلى السحور ثم يعودون لصلاة الفجر.
وإذا كان بعض المسلمين هناك قد أخذوا بفتاوى كبار الفقهاء بأن يصوموا ويفطروا حسب توقيت أقرب بلد إسلامي إلا أن هناك من يصر على الصيام نهارا ولا يفطر إلا عند أذان المغرب، وأنا شخصيا مع هؤلاء لأن نص الآية صريح “ثُمَّ أَتِمُّواْ الصِّيَامَ إِلَى الَّليْلِ” ولا معنى للصيام إذا كنا نفطر قبل العصر مثلا.
موقف غريب
وعن أغرب موقف تعرض له الطبلاوي في الغربة الرمضانية قال: لن أنسى ما تعرضت له بسبب عدم إجادتي للغة الإنجليزية حيث كنت أحيي النصف الأول من رمضان في المركز الإسلامي في نيويورك، ورغبت في السفر إلى تورنتو بكندا لإحياء النصف الثاني هناك.. وأنا في المطار ركبت الطائرة خطأ ففوجئت بها تهبط في فيلادلفيا فجلست في المطار حزينا ومعي حقائبي ثم سألت الله تفريج همي فإذا بمجموعة من الشباب يتحدثون مع بعضهم ثم ينظرون إليّ فأثار هذا ارتيابي فإذا بهم يقتربون مني ويتحدثون بالعربية قائلين: نحن شباب من أذربيجان درسنا في الأزهر وكنا نشاهدك أثناء قراءتك في الجامع الأزهر وكنا نتساءل هل أنت الشيخ الطبلاوي أم شبيه له: فضحكت واستضفتهم على وجبة السحور، وطلبت منهم إرشادي إلى كيفية استخراج تذكرة طيران أخرى إلى تورنتو فذهبوا معي ولم يتركوني حتى ركبت الطائرة فقرأت قوله تعالى: “أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ”.
يضيف الشيخ الطبلاوي: إن الوجود الإسلامي في السويد له خصوصية تاريخية وثقافية، الأمر الذي انعكس بدوره على الصائمين، وعندما وطأت قدماي أرض هذا البلد لاحظت الندرة النسبية للمسلمين هناك، فهم لا يزيدون على 39 ألفا من بين سكان يصلون إلى 11 مليونا، ومع ذلك فهم أصحاب وضعية اقتصادية متميزة، ومن بينهم نسبة غير قليلة من الأطباء والمهندسين، خاصة من باكستان والهند.. وفاجأتني ثقافتهم الدينية، وكثيرا ما كانوا يناقشونني في بعض القراءات ومعاني الآيات.
الإعجاز.. القرآني
ومما لا أنساه أن غير المسلمين بعد أن رأوا تجمع المسلمين حولي أخذهم الفضول لمعرفة معلومات عما أقرأ فكنت أجلس معهم وأشرح لهم بعض الآيات القرآنية وهناك مترجمون والحمد لله كتب الهداية لبعض هؤلاء الذين شرح الله صدورهم للإسلام بمجرد أن سمعوا القرآن بصوت طيب.
وأثناء زيارتي في الأعوام التالية أكد العلماء أن قراءة القرآن بصوت جميل تؤدي إلى شفاء بعض الأمراض النفسية وإزالة التوتر لأي إنسان سواء كان مسلما أو غير مسلم، وهذا يوضح جوانب أخرى من “الإعجاز القرآني” ولهذا كانت شرائط الكاسيت بأصوات مشاهير القراء تلقى رواجا بين المرضى النفسيين بناء على نصيحة الأطباء غير المسلمين الذين لا يؤمنون بالقرآن، ولكنهم وجدوا فيه وسيلة شفاء نفسي لا يعلى عليها.. صدق الله العظيم إذ يقول: “أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ”.
أما عن رحلته إلى أمريكا، فيقول إنه شعر بمعاني الغربة النفسية الحقيقية، رغم التقدم الرهيب، وحركة الناس وزحامهم، وما يدعونه من حرية إضافة إلى كثرة عدد المسلمين هناك: فعندما عزمت على السفر بعد أحداث سبتمبر، لم تعجبني الإجراءات الأمنية المبالغ فيها ضد المسلمين أثناء السفر، الذين يعانون الأمرين ذهابا وعودة، إضافة إلى التنقل بين الولايات نفسها.
سماحة استرالية
آخر ما لفت نظر الشيخ الطبلاوي في بلاد الغربة.. روح الألفة والتعاون التي يعيشها أبناء الجالية العربية في استراليا.. فكثير من المسيحيين العرب يحضرون احتفال المسلمين برمضان، وأثناء الإفطار، ويراعون عدم الأكل والشرب أمامهم في نهار رمضان، وهذا المشهد الجميل متكرر ويقول الشيخ الطبلاوي إنه لاحظ بعض هؤلاء يتبرعون للمشروعات الخيرية الإسلامية ما ترك أثرا طيبا في نفوس كل زائر.
منقول من جريدة الخليج
الإمارات
15-10-2005
