شباب سوهاج

عزيـــــزى الزائـــــــــــــــر كـــم يسعدنـــــا تواجــــدك معنـــــــا
بيـــــــــن صفحــــــــــــــــــــــات احضـــــــان المنتـــــــــــــــــدى
منتــــــــــدى *شبــــــــاب سوهـــــــــاج*
اروج قيامـــــــم بالتسجيـــــــل لدينـــــا لكـــــى تتمكــــن مــن المشــــاركة

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

شباب سوهاج

عزيـــــزى الزائـــــــــــــــر كـــم يسعدنـــــا تواجــــدك معنـــــــا
بيـــــــــن صفحــــــــــــــــــــــات احضـــــــان المنتـــــــــــــــــدى
منتــــــــــدى *شبــــــــاب سوهـــــــــاج*
اروج قيامـــــــم بالتسجيـــــــل لدينـــــا لكـــــى تتمكــــن مــن المشــــاركة

شباب سوهاج

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

معـــــــــــــــا سنرتقـــــــــى بشبــــــــــــاب سوهـــــــــــــــاج

غرفـــــــة دردشــــــة المنتـــــدى  http://xat.com/sHaBaB__sOhAg

    كلما مر يوم ذهب بعضك

    avatar
    الفرعون الصغير
    عضــــــــو فعــــــــال
    عضــــــــو فعــــــــال


    تاريخ التسجيل : 30/04/2009
    البلــــــــــــد البلــــــــــــد : مصر
    ذكر المهنــــــة المهنــــــة : اللف في الدنيا الواسعه
    عدد المساهمات : 319
    جدعنـــــــــــــة العضــــــــــــو : 29637
    المزاج المزاج : ممتاز بفضل الله تعالي

    كلما مر يوم ذهب بعضك Empty كلما مر يوم ذهب بعضك

    مُساهمة من طرف الفرعون الصغير الثلاثاء 12 مايو 2009, 8:56 am

    كلما مر يوم ذهب بعضك
    لا يوجد دين يقدر قيمة الوقت مثل الإسلام، حيث أعطى القرآن الكريم أهمية بالغة للزمن، وارتبطت معظم العبادات في التشريع الإسلامي بمواعيد زمنية محددة وثابتة كالصلاة والصيام والحج، ولا يوجد أهل دين يضيعون القيمة التي أعطاها دينهم للوقت مثلما يفعل المسلمون، ومن أسفٍ أن الغالبية العظمى من المسلمين لا يحترمون قيمة الوقت، ولا يدركون أهميته في إصلاح شؤون حياتهم ومجتمعاتهم، في الوقت الذي يدرك الغربيون قيمة الزمن، وهم الذين قالوا: (إن الوقت هو المال) فعملوا على استثماره في سبيل نهضتهم فتقدموا، وسبقوا بقية الأمم التي أضاعت قيمة الوقت، تقدموا هم وتخلفنا نحن بسبب إهدار الوقت، وإضاعته فيما لا يفيد، بينما ديننا يقول: إن الوقت أغلى من المال، لأنه الحياة نفسها.

    تنظيم دقيق

    ولقد اعتنى الإسلام ببيان أهمية الوقت في حياتنا، فقال الله تعالى ممتنا علينا: “وَسَخر لَكُمُ الشمْسَ وَالْقَمَرَ دَآئِبَينَ وَسَخرَ لَكُمُ الليْلَ وَالنهَارَ”، وأقسم الله تعالى في مطالع سوَرٍ عديدة من القرآن بأجزاء من الوقت كالليل والنهار والفجر والضحى والعصر، وإذا أقسم الله تعالى بشيء من خلقه فإنه بذلك يلفت أنظارنا إليه وينبهنا إلى جليل منفعته وآثاره.

    وأعطى القرآن الكريم أهمية بالغة للوقت، وارتبطت معظم العبادات في التشريع الإسلامي بمواعيد محددة وثابتة، بحيث ان أداءها لا يتحقق إلا عن طريق الالتزام بأوقاتها حسب اليوم والشهر والسنة، وتتبدى أهمية الوقت جلية في هذا التنظيم الدقيق الذي تنتظم فيه العبادات في أوقات محكمة لا يجوز أن نقدم فيها ولا نؤخر، فللصيام وقت في شهر معلوم، ووقت في اليوم معلوم، يبدأ عنده وينتهي عنده، وللزكاة وقت معلوم، زكاة الفطر لها وقتها وزكاة المال لها مواقيتها، وللحج وقت معلوم، ولمناسكه أوقات محددة، والصلوات الخمس لها أوقات محددة، تبدأ اليوم وتنهيه، وقد قال الله سبحانه وتعالى: “إن الصلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً موْقُوتاً”، وقال البخاري: “موقوتا” أي لكل صلاة وقت محدد معلوم، وروى مسلم أن جبريل عليه السلام نزل على النبي صلى الله عليه وسلم في يوم من الأيام وصلى معه الصلوات الخمس، من أول وقتها، ثم قال: “يا محمد: لا صلاة بين هذين الوقتين”.

    نعمة الوقت

    ووقت الإنسان منا هو عمره وينتهي بموته، فتقوم قيامته، ليسأل عن هذا العمر، وجاء الهدي النبوي يؤكّد قيمة الوقت، ويقرّر مسؤولية الإنسان عنه أمام الله يوم القيامة، فيروي معاذ بن جبل رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “لا تزول قدما عبدٍ يوم القيامة حتى يُسأل عن أربع خصال: عن عمره فيما أفناه، وعن شبابه فيما أبلاه، وعن ماله من أين أكتسبه وفيما أنفقه، وعن علمه ماذا عمل به”.

    والوقت نعمة وشكرها ألا نضيعه وأن نستغله في كل ما يفيد، وفيما هو طاعة، لا أن نصرفه في معصية، وفيما روى البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ”، والمراد بالفراغ: الخلو من المشاغل والمعوقات الدنيوية، وذلك ليستفيد المسلم من هذا الفراغ بالعبادة، وطلب العلم النافع، وملازمة العمل الصالح، فمن صحّ بدنه وتفرغ من الأشغال العائقة، ولم يسع لصلاح آخرته فهو كالمغبون في البيع، والمراد: أن غالب الناس لا ينتفعون بالصحة والفراغ، بل يصرفونهما فيما لا ينفعهم.

    على كل مسلم إذن أن يعرف قيمة الوقت لأن ما يحسبه وقت الفراغ هو نصف عمره، ولا يسوغ في عرف إنسان عاقل أن يضيع نصف عمره سدى، وقد حث رسولنا صلى الله عليه وسلم على العمل النافع الجاد وعلى الاستفادة من الوقت إلى آخر لحظة في هذه الحياة الدنيا بقوله: “إذا قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فإن استطاع ألا تقوم حتى يغرسها فليغرسها”.
    ومن جهل قيمة الوقت الآن فسيأتي عليه وقت يعرف فيه قدره، ولكن بعد فوات الأوان، وذلك حين تأتيه ساعة الاحتضار، ويتمنى لو منح مهلة من الزمن ليصلح ما أفسد، ويتدارك ما فات:

    “وَأنفِقُوا مِن ما رَزَقْنَاكُم من قَبْلِ أن يَأْتِيَ أحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَب لَوْلَا أخرْتَنِي إلَى أجَلٍ قَرِيبٍ فَأصدقَ وَأكُن منَ الصالِحِينَ”، ومثل هؤلاء لن يسمعوا غير جواب واحد: “وَلَن يُؤَخرَ اللهُ نَفْساً إذَا جَاء أجَلُهَا وَاللهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ”، وسيعرف الناس في الآخرة قيمة الوقت الذي أهدروه حين يتمنى أهل النار لو يعودون مرة أخرى إلى الحياة ليبدؤوا من جديد عملا صالحا: “وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبنَا أخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحاً غَيْرَ الذِي كُنا نَعْمَلُ، أوَلَمْ نُعَمرْكُم ما يَتَذَكرُ فِيهِ مَن تَذَكرَ، وَجَاءكُمُ النذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظالِمِينَ مِن نصِيرٍ”.

    اغتنام الفراغ

    ومن التحسر على ضياع الوقت ما يرد يوم القيامة على لسان المفرط في حياته: “يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدمْتُ لِحَيَاتِي”، وقد أنذرنا الله سبحانه وتعالى بحسرة المطالبين بفرصة أخرى في قوله: “وَأنذِرِ الناسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمُ الْعَذَابُ فَيَقُولُ الذِينَ ظَلَمُواْ رَبنَا أخرْنَا إلَى أجَلٍ قَرِيبٍ نجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتبِعِ الرسُلَ أوَلَمْ تَكُونُواْ أقْسَمْتُم من قَبْلُ مَا لَكُم من زَوَالٍ”.

    وقد أوجد الله تعالى الوقت وسيره وفق نظام دقيق، وأوجب سبحانه وتعالى على المسلم أن يحافظ على وقته كما يحافظ على ماله بل أكثر منه، وان يحرص على الاستفادة من وقته وأن ينفقه في صلاح دينه، وإصلاح دنياه، وأن يستثمره فيما يعود على أمته بالخير، وقد طلب صلى الله عليه وسلم أن نغتنم الفراغ من الوقت قبل الانشغال بشؤون الدنيا الفانية، وذلك في عدة أحاديث نبوية شريفة بهدف الاستفادة من الفراغ بالقيام بالعمل النافع والجاد، فيقول صلى الله عليه وسلم: “اغتنم خمساً قبل خمس: شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك”.

    ذاك كله يذكر الإنسان بقيمة الوقت ويوقظ فيه الإحساس بأهمية الزمن، فإن هذا الزمن إذا مضى لا يعود، وسرعان ما يمضي وينقضي، ورغم ذلك تجد كثيراً من الناس يشعرون بالملل والضجر والضياع، ولا يعرفون كيف يستفيدون من وقتهم الذي هو أمانة في أعناقهم، ولا يعرفون أن الله عز وجل سيسألهم عن الأوقات التي أضاعوها، والغريب أن يلجأ مثل هؤلاء إلى ما يسمونه قتل الوقت وتضييعه كما يحلو لهم ويروق، ولا يدركون أن الوقت أمانة في أعناقهم، وأنه سريع الانقضاء، وانه يمر مر السحاب، وان ما فات منه لا يعوض، وأن ما مضى منه لا يعود، وأن “دقات قلب المرء قائلة له إن الحياة دقائق وثوان”، كما قال أمير الشعراء احمد شوقي.

    وقال بعض العلماء: إن الساعات ثلاث:
    ساعة مضت لا تعب فيها على العبد كيفما انقضت في مشقة أو رفاهية.
    وساعة راهنة ينبغي أن يجاهد فيها نفسه ويراقب فيها ربه ولما تأتي الساعة الثانية استوفى حقه كما استوفى حقه من الأولى.
    وساعة مستقبلة لم تأت بعد لا يدري العبد يعيش إليها أم لا، ولا يدري ما يقضي الله فيها.

    أغلى من الذهب

    وكان السلف رضي الله عنهم أحرص ما يكونون على أوقاتهم لأنهم اعرف الناس بقيمتها، وكما قالوا: الوقت من ذهب، بل أغلى من الذهب، فحرصوا على الاستفادة من أوقاتهم فحصلوا علوماً نافعة، وحققوا انتصارات باهرة، ونفذوا إنجازات عظيمة، وشيدوا حضارة راسخة، وقال عنهم الحسن البصري: “أدركت أقواما كانوا على أوقاتهم أشد منكم حرصاً على دراهمكم ودنانيركم”.

    وقال الصحابي الجليل عبدالله بن مسعود رضي الله عنه: “ما ندمت على شيء ندمي على يوم غربت شمسه، نقص فيه أجلي، ولم يزد فيه عملي”، وقديما قال الشاعر: “إذا مرّ بي يوم ولم اقتبس هدى ولم استفد علما فما ذاك من عمري”، وما أحسن ما جاء به الحسن البصري يرحمه الله، في قوله البليغ: “ما من يوم ينشق فجره إلا وينادي: يا ابن آدم أنا خلق جديد، وعلى عملك شهيد، فتزود مني فإني لا أعود إلى يوم القيامة”.

    ولابد للمسلم أن يجعل وقته كله عبادة، وليس معنى ذلك أن يقيم المسلم في المسجد، أو يعكف على قراءة القرآن فلا يقوم من عليه، لكن ساعة وساعة، ولهذا لما سمع النبي صلى الله عليه وسلم حنظلة رضي الله عنه وقد اتهم نفسه بالنفاق لتغير حاله في بيته ومع أهله وولده عن حاله عند رسول الله، قال له صلى الله عليه وسلم: “يا حنظلة، لو بقيتم على الحال التي تكونون عليها عندي لصافحتكم الملائكة في الطرقات، ولكن يا حنظلة ساعة وساعة”.

    وقال بعضهم: “المؤمن لا تلقاه إلا في ثلاث خلال: مسجد يعمره، أو بيت يستره، أو حاجة من أمر دينه لا بأس بها”، والواجب على المسلم أن ينظّم وقته، ويقسمه قسمة عادلة بين واجباته الدينية وأموره الدنيوية حتى لا يطغى بعضها على بعض، فيقدم الأهم على المهم، والمهم على غير المهم، فلكل وقت عمل ووظيفة، ومع ذلك فالمسلم في عبادة طوال وقته، ومعيار ذلك والشاهد عليه هو النية والقصد، إن في صلاة أو في ذكر أو في صلة رحم أو في عمل يرجو منه الكسب الحلال، أو في نوم باعتدال لأجل راحة الجسد، وكل ذلك عبادة يحتسب المسلم الأجر فيها عند الله تعالى، وليتدبر كل منا قول القائل: “يا ابن آدم إنما أنت أيام، كلما مر يوم، ذهب بعضك”.

    محمد حماد
    منقول من جريدة الخليج
    الإمارات
    14-7-2006

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة 04 أكتوبر 2024, 10:14 pm