الحنيف.. الحليم.. الحكيم.. الحيي قال تعالى مخاطبا النبي صلى الله عليه وسلم: “فأقم وجهك للدين حنيفا فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون” (سورة الروم). وقوله عز وجل “وأن أقم وجهك للدين حنيفا ولا تكونن من المشركين” (سورة يونس). والحنيف في اللغة هو المائل عن الأديان الباطلة والملل المحرفة الى الدين الحق والثابت على الصراط المستقيم. وكما أمر الله تعالى نبيه أن يكون حنيفا مستقيما ليكون المثل الأعلى لغيره أمر الناس أيضا أن يكونوا حنفاء فقال تعالى: “فاجتنبوا الرجس من الأوثان واجتنبوا قول الزور، حنفاء لله غير مشركين به ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء فتخطفه الطير أو تهوي به الريح في مكان سحيق” (سورة الحج). وقال تعالى: “وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة” (سورة البينة). وفي الحديث القدسي: (خلقت عبادي حنفاء). وقد ذكى الله تعالى الحنيفية في مواطن كثيرة في القرآن منها: “وقالوا كونوا هودا أو نصارى تهتدوا قل بل ملة إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين” (سورة البقرة) “ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما وما كان من المشركين” (سورة آل عمران). “ومن أحسن دينا ممن أسلم وجهه لله وهو محسن واتبع ملة ابراهيم حنيفا واتخذ الله إبراهيم خليلا” (سورة النساء). “قل إنني هداني ربي الى صراط مستقيم دينا قيما ملة إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين” (سورة الأنعام). وفي مسند الإمام أحمد عن أبي امامة وعن عائشة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “بُعثت بالحنيفية السمحة السهلة” وقال أيضا “أحب الأديان الى الله تعالى الحنيفية السمحة” وقد سمي الإسلام بالملة الحنيفية لأنه شريعة مائلة عن الباطل الى الحق سهلة ميسورة لكل إنسان لا إسراف فيها ولا اعتساف ولا ميل فيها ولا اعوجاج. الحق قال تعالى: “قد جاءكم الحق من ربكم” (سورة يونس) “حتى جاءهم الحق ورسول مبين” (سورة الزخرف). “فقد كذبوا بالحق لما جاءهم” (سورة الأنعام). والحق هنا محمد صلى الله عليه وسلم وقال عز وجل “وشهدوا أن الرسول حق” (سورة آل عمران). وفي حديث دعاء قيام الليل “ومحمد حق” اي متحقق صدقه ونبوته. وسمع ابن عباس رضي الله عنهما قال: “كان النبي صلى الله عليه وسلم اذا قام من الليل يتهجد قال: اللهم لك الحمد، أنت قيم السموات والأرض ومن فيهن ولك الحمد، لك ملك السموات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد، انت نور السموات والأرض ولك الحمد، أنت ملك السموات والأرض ولك الحمد، انت الحق ووعدك الحق ولقاؤك حق، وقولك حق، والجنة حق، والنبيون حق، ومحمد صلى الله عليه وسلم حق، والساعة حق، اللهم لك أسلمت، وبك آمنت، وعليك توكلت، واليك أنبت، وبك خاصمت، واليك حاكمت، فاغفر لي ما قدمت وما أخرت، وما أسررت وما أعلنت، أنت المقدم وأنت المؤخر، لا إله إلا أنت. او لا إله غيرك. الحكيم ذكره العزفي وقال: إنه علم وعمل وأذعن لربه. و”الحكيم” فعيل من الحكمة قال تعالى: “ويعلمهم الكتاب والحكمة” (سورة البقرة). وقال تعالى “ذلك مما أوحى إليك ربك من الحكمة” (سورة الإسراء). والمتصف بالحكمة علما وتعليما حكيم. و”الحكيم” هو المتقن للأمور، وفعيل بمعنى مفعل الإحكام، وهو الاتقان، أو بمعنى فاعل من الحكم، وهو المنع للاصلاح، وهو أعم من الحكمة او ذو حكمة، وهي معرفة أفضل الأشياء بأفضل العلوم، واصابة الحق بالعلم والعقل. الحليم هو موصوف به في التوراة. “الحليم”: هو اسم فاعل للمبالغة من حلم -بالضم - ككريم من كرم.. قال أبو طالب يمدح النبي صلى الله عليه وسلم: حليم، رشيد، عادل، غير طائش *** يوالي إلها ليس عنه بغافل. والحلم: الأناة في الأمور. وقد كان صلى الله عليه وسلم احلم الناس، وكل حليم قد عرفت له زلة، وحفظت منه، وهو صلى الله عليه وسلم مع كثرة الأذى لا يزداد الا صبرا، وعلى إسراف الجاهلية الا حلما. وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم لما نزل عليه قوله تعالى “خذ العفو وأمر بالعرف” (سورة الأعراف) سأل جبريل عليه السلام عن تأويلها، فقال له: حتى أسأل العالم، ثم ذهب، فأتاه فقال: “يا محمد: إن الله يأمرك أن تصل من قطعك، وتعطي من حرمك، وتعفو عمن ظلمك”. حمطايا عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه كان يسمى في الكتب القديمة: “أحمد، ومحمد، والماحي، والمقفي، ونبي الملاحم، وحمطايا، وفارقليطا، وماذ”. والمقصود بحمطايا: يحمي الحرم، ويمنع الحرام. قال ابن دحية: ومعناه: أنه حمى الحرم مما كان فيه من النصب التي تعبدمن دون الله، والزنى والفجور. وضبطه الامام الشمني: “حَمّطَايَا” بفتح الحاء والميم المشددة وطاء مهملة بعدها ألف فمثناة تحتية فألف. حم عسق عن جعفر بن محمد أنهما من أسماء النبي صلى الله عليه وسلم. الحميد سمي النبي محمد او احمد.. و”الحميد”: فعيل بمعنى حامد أو محمود صيغة مبالغة من الحمد، وهو الثناء، اي: الذي حمدت أخلاقه، ورضيت أفعاله، او الحامد لله تعالى بما لم يحمد به حامد، أو الكثير المحامد. الحيي عن سهل بن سعد، قال: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم حييا لا يسأل شيئا إلا أعطى”. و”الحيي” الكثير الحياء، وهو انقباض النفس وانكفافها عن القبائح. منقول من جريدة الخليج الإمارات | |
![]() |
الحنيف.. الحليم.. الحكيم.. الحيي
الفرعون الصغير- عضــــــــو فعــــــــال
- تاريخ التسجيل : 30/04/2009
البلــــــــــــد : مصر
المهنــــــة : اللف في الدنيا الواسعه
عدد المساهمات : 319
جدعنـــــــــــــة العضــــــــــــو : 29182المزاج : ممتاز بفضل الله تعالي
- مساهمة رقم 1