نعم الله وكمال قدرته يقول الحق سبحانه وتعالى في سورة الشورى: “وَهُوَ الذِي يُنَزلُ الْغَيْثَ مِن بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِي الْحَمِيدُ. وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَث فِيهِمَا مِن دَابةٍ وَهُوَ عَلَى جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاءُ قَدِيرٌ. وَمَا أَصَابَكُم من مصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ. وَمَا أَنتُم بِمُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَمَا لَكُم من دُونِ اللهِ مِن وَلِي وَلَا نَصِيرٍ. وَمِنْ آيَاتِهِ الْجَوَارِ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلامِ. إِن يَشَأْ يُسْكِنِ الريحَ فَيَظْلَلْنَ رَوَاكِدَ عَلَى ظَهْرِهِ إِن فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لكُل صَبارٍ شَكُورٍ. أَوْ يُوبِقْهُن بِمَا كَسَبُوا وَيَعْفُ عَن كَثِيرٍ”. في هذه الآيات الكريمة يسوق سبحانه وتعالى ألوانا من نعمه على عباده، وكلها تدل على وحدانية وكمال قدرته ومعنى قوله: “وهو الذي ينزل الغيث من بعد ما قنطوا” أنه سبحانه هو الذي ينزل المطر على عباده من بعد أن انتظروه فترة طويلة حتى ظهرت على ملامحهم علامات اليأس وبدت على وجوهم إمارات القنوط. وقوله سبحانه “وينشر رحمته” معطوف على “ينزل” أي ينزل الأمطار بعد يأس الناس من نزولها، وينشر رحمته عليهم عن طريق ما نتج عن هذه الأمطار من خيرات وبركات وأرزاق. وهو سبحانه “الولي” أي الذي يتولى عباده برحمته وإحسانه “الحميد” أي المحمود على فعله، حيث أنزل على عباده الغيث بعد أن يئسوا منه. مبدع الكون ثم بين سبحانه لونا آخر من ألوان كمال قدرته فقال: “ومن آياته خلق السموات والأرض وما بث فيهما من دابة”. والمعنى: ومن العلامات الناصعة الدالة على كمال قدرته تعالى خلقه للسماوات وللأرض بتلك الصورة الباهرة البديعة التي نشاهدها بأعيننا وما نشر وفرق فيهما من دواب لا يعلم عددها إلا الله تعالى. وقوله تعالى: “وهو على جمعهم إذا يشاء قدير” بيان لكمال قدرته عز وجل أي وهو سبحانه قادر قدرة تامة على جمع الخلائق يوم القيامة للحساب والجزاء. كما قال سبحانه في آية أخرى “قل إن الأولين والآخرين لمجموعون إلى ميقات يوم معلوم”. ثم بين سبحانه أن ما يصب الناس من بلاء إنما هو بسبب أعمالهم فقال: “وما أصابكم من مصيبة فيما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير”. أي وما أصابكم أيها الناس من بلاء كمرض وخوف وفقر فإنما هو بسبب ما اكتسبتموه من ذنوب، وما اقترفتموه من خطايا ويعفو سبحانه عن كثير من السيئات التي ارتكبتموها، فلا يحاسبكم عليها رحمة منه بكم قال تعالى: “ولو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا ما ترك على ظهرها من دابة”. تحذير من العقاب ثم حذر سبحانه الناس من عقابه فقال: “وما أنتم بمعجزين في الأرض، وما لكم من دون الله من ولي ولا نصير”. أي وما أنتم أيها الناس بقادرين على الهرب منا في أي مكان من الأرض أو في غيرها لأن قدرتنا لا يعجزها أن تأتي بكم من أي مكان كنتم فيه، وليس لكم غير الله من ولي يتولى أموركم، أو نصير يدفع عنكم عذابه. قال تعالى: “ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له من بعده وهو العزيز الحكيم”. ثم ساق سبحانه بعد ذلك جانبا من دلائل قدرته عن طريق ما يشاهده الناس في البحر، فقال تعالى: “ومن آياته الجوار في البحر كالأعلام”. أي ومن آياته سبحانه الدالة على كمال قدرته هذه السفن الجارية في البحر، حتى لكأنها من ضخامتها وعظمها الجبال الشاهقة. “إن يشأ” سبحانه يسكن الريح التي بسببها تجري السفن في البحار فيظللن رواكد على ظهره، أي: فيصرن ثوابت على ظهر البحر لا يجرين. يقال: ركد الماء ركودا من باب قعد إذا سكن، فهو راكد وكل شيء ثابت في مكانه فهو راكد. “إن في ذلك” الذي ذكرناه لكم من السفن المسخرة في البحر بأمره تعالى: “لآيات” عظيمات “لكل صبار شكور” أي لكل إنسان قد تحلى بصفتي الصبر والشكر لله تعالى حتى صارت هاتان الصفتان سجية من سجاياه “أو يوبقهن بما كسبوا” أي يهلكهن ويغرقهن بسب ما اكتسبه الراكبون في هذه السفن من ذنوب وخطايا. منقول من جريدة الخليج الإمارات 15-12-2006 | |
في رحاب ايه
الفرعون الصغير- عضــــــــو فعــــــــال
- تاريخ التسجيل : 30/04/2009
البلــــــــــــد : مصر
المهنــــــة : اللف في الدنيا الواسعه
عدد المساهمات : 319
جدعنـــــــــــــة العضــــــــــــو : 29637
المزاج : ممتاز بفضل الله تعالي
- مساهمة رقم 1